24/04/2009 - 18:43

لقد ترجّلت مبكّرا أيها الفارس!../ سعيد نفاع

<font color= لقد ترجّلت مبكّرا أيها الفارس!../ سعيد نفاع" width="640" height="376" onerror="this.onerror=null; this.src=document.getElementById('broken_img_alt').value">
نم قرير العين يا رياض فأنت من الذين إذا ناموا يستأهلون النوم قريري العيون.
عرفتك معيدا في الحقوق في الجامعة تعُبّ من بحور العلم شغفا لتتزوده وتزوده للطلاب في جامعة أبت إلا أن تذكرنا كل يوم بأهلنا، جامعة قائمة على تراب قرية "الشيخ مونّس" المشرد أهلها.

قدّر لنا نحن الجيل الذي ولد من رحم النكبة ورضع حليب المنكوبات أن نختار إمّا امتشاق السيوف أو تأبط الدفوف.
فعرفتك سالا على الدوام سيفك الذي لم تقبل إلا أن يكون يمانيّ السكب حتى لا يثلم، فمعاركنا لا تطيق السيوف المثلومة، وظلّ مسلولا رغم شدّة اشتياق الغمد.

عرفتك لاحقا زميلا سالا إياه حادا لامعا ماضيا في أروقة المحاكم إلى أن صرت سيف أبناء شعبك المسلول دوما.

يوم تصدى أبناء شعبنا السوريّ في الجولان لـ"شمعون بيرس" وكدنا أن ننوء تحت الحمل استنجدناك فجئت وثلة ويمانيّك المسلول.

يوم انطلقنا لنسقط نحن المحامين الوطنيين جدار الفرقة بيننا في معركتنا في النقابة لنؤسس قائمة "نزاهة المهنة"، اندفعت في المقدمة وما زال غمد سيفك مشتاقا، لنلتقي الأخوة من الجبهة ومن التقدميّة وأبناء البلد في وحدة وطنيّة فوق كل جدران الفرقة.

عرفتك لاحقا في التجمع الوطني الديمقراطي ولمّا يزل سيفك مسلولا لا بل كنت السيف المسلول في كل معارك الحركة الوطنيّة والتي كانت على الدوام حمراء المواقع.

عرفتك على هضاب عمّان وضفاف النيل في استراحات فارس خلع الدرع والترس والرمح والسيف، فعادت به الأيام إلى أزقّة أم الفحم والأستاذ "أبو حسين" ومدرسة العفولة وورشة النجارة.

عرفتك غير هيّاب في امتشاق السيف في وجه أصدقائك عندما تعتقد أنهم أخطأوا، ولكن السيف في يد الفرسان الفرسان يعرف متى يهوي ومتى يمتنع.

لقد ترجّلت مبكرا أيها الفارس لكن نم قرير العين فيمانيّك سيظل مرفوعا.

التعليقات